أصدر قاضي التحقيق بمحكمة الدار البيضاء الجزائرية، السبت 3 مايو 2025، قرارًا بإيداع المؤرخ ‘محمد الأمين بلغيث” الحبس المؤقت، على خلفية تصريحاته التي اعتُبرت مساسًا بالهوية الوطنية ووحدة الأمة الجزائرية، جاء هذا القرار بعد تداول مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي يظهر حوارًا تلفزيونيًا أُذيع على قناة “سكاي نيوز عربية”، تحدث فيه “بلغيث” عن الأمازيغية بشكل وصفته السلطات الجزائرية بأنه “مخالف للثوابت الوطنية”.
في التصريحات المثيرة للجدل، وصف “بلغيث” اللغة الأمازيغية بأنها “مشروع صهيوني فرنسي”، معتبرًا أن هذا المشروع لا يعدو كونه أداة لتمزيق الوحدة الوطنية الجزائرية. وقد اعتبرت النيابة العامة أن هذه التصريحات تشكل انتهاكًا للمبادئ التي تحكم المجتمع الجزائري، وتعديًا على أحد مكونات الهوية الوطنية الأساسية.
وأعلنت نيابة الجمهورية بمحكمة الدار البيضاء عن فتح تحقيق ابتدائي ضد “بلغيث”، الذي وُجهت له تهم تتعلق بالمساس بوحدة الوطن، والاعتداء على رموز الدولة، بالإضافة إلى نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر وسائل الإعلام.
ووفقًا للقانون الجزائري، قد يواجه “بلغيث” عقوبات شديدة إذا ثبت تورطه في هذه التهم.
الجدير بالذكر أن الأمازيغية قد أصبحت لغة رسمية في الجزائر منذ عام 2002، مما يضفي على هذه القضية طابعًا حساسًا يرتبط بالقضية الثقافية والهوية الوطنية في البلاد.
تصاعدت ردود الأفعال المحلية بعد انتشار الفيديو، حيث طالب العديد من الشخصيات العامة والسياسيين باتخاذ إجراءات قانونية حاسمة ضد “بلغيث”.
التحقيقات لا تزال جارية، ويترقب الرأي العام في الجزائر تطورات القضية التي أثارت نقاشات واسعة حول حرية التعبير وحدود النقد في المجتمع الجزائري.