الهيئة العامة للسياحة تعد تقريرا حول مدينة جادو

تستقبل مدينة جادو ، زوراها الباحثين عن تتبع فصول التاريخ المتعاقبة أو تقليب صفحات بيئة متباينة التفاصيل والمشاهد وسط مشاهد تهيمن عليها أطلال القرى القديمة التي تتنفس التاريخ في كل ركن من أركانها، والطبيعة الجبلية بالقمم المتراصفة والوديان السحيقة.

وقالت الهيئة العامة للسياحة في تقرير أعدته حول مدينة جادو – إن قرى قديمة تتناثر على كامل مساحتها ، فضلا عن التجمعات السكانية المتصلة بها ، بما في ذلك قرية “يوجلين ” القديمة، التي تعتبر المركز الرئيسي والقديم تتوزع حوله مجموعة من القرى والتجمعات السكانية الصغيرة، التي تحتفظ بتفاصيل معمارها ومساراتها وطرقاتها العتيقة، وبيوتها المشيدة على قمم التلال مثل ، مزو – تيمزغورة – الجماري – طرميسة – جناون ، التي تقدم الكثير لإسعاد المسافرين، كما يجد عشاق وهواة السياحة الجبلية وتسلق الجبال ضالته على قمم الجبال، أو وسط بطون الوديان.

وأوضح التقرير ، أن مدينة جادو الواقعة على بعد 180 كم جنوب غرب طرابلس – مروراً بالرجبان، وقصر الحاج، وشكشوك – كانت وعبر تاريخ طويل مركزاً رئيسياً لعدة قرى مشيدة على قمم الجبال ، وفي بطون الأودية على الطراز الجبلي، المتميز ببساطة المعمار، والعمق في الاستفادة من المساحات والفراغات، فضلاً عن الكهوف والدواميس التي تستخدم في السكن أو تخزين الغلال والسلع. وتتميز مدينة جالو عبر القرى والبلدات المحيطة بها ، بمعالم تتمثل بعدد من المساجد والجوامع العتيقة، المشيدة وفق طراز معماري يتميز بالبساطة ويعمق الشعور بالراحة والتأمل والانغماس في الخشوع لأداء العبادات ، ومن أشهرها جامع امي يونس- جامع أمي بيدت- جامع أمي بالي- جامع مصرانن- جامع العلامة أبوعبيدة الجناوني إمي عيسى- ومسجد أبو زكاري، وغيرها من المساجد والجوامع التاريخية.

كما تتميز بوجود العين الزرقاء الواقعة على يمين الطريق الجبلي الصاعد نحو المدينة وتعد العين من المناطق ذات الجمال الطبيعي، فيما تنتشر شبكة من العيون مثل عين تموقط، وعين مزو، وعين تانوت وهي جافة اليوم. وذكر التقرير ، أن من بين هذه المعالم التي تزخر بها مدينة جادو -مدينة طرميسة – العجيبة التى تبعد حوالى 7 كم ، وتطل آثار القرية ومبانيها فوق الصخور الجبلية ، ويعود تاريخ البناء إلى فترة تمتد مابين 200-300 سنة.

وقال التقرير إن قرية ” ويفات ” الواقعة غرب جادو المقامة على حافة جرف جبلي يطل على منطقة نخيل من الغرب وواد سحيق يسمى (تايسحقت) يفصل مابينها وبين ” تمزدة ” ، وكانت ” ويفات ” تحوي قصر كبير للخزين يعرف بـ قصر بن يخلف كان يحوي 1500 غرفة لكنه دمر سنة 1890م على يد الأتراك ، وكانت القرية تخزن المياه فى 700 صهريج داخل القصر، وبالقرية بئر قديم للمياه يستعمل إلى الوقت الحالي ومازالت المدينة تحتفظ ببعض شوارعها منها شارع الوادي والقبار والرمان والمعاصر التي كانت يسير عبرها تاريخ المدينة.

كما يوجد بالمدينة أطلال قصر ” تنيزغت بتمزدة “، وهو أحد منظومة قصور الخزين المقام على قمة جبل ويطل على مناظر طبيعية خلابة.، و متحف جادو المحلي الذي اختير له اسم متحف المجاهد ” سليمان الباروني” أحد تلك الصروح الحضارية المعبرة عن تاريخ المنطقة، عبر معروضات توثق لمفردات التراث الليبي، بعد تهيئة أحد البيوت التاريخية وتحويره إلى متحف يختزل بمعروضاته تاريخ المدينة ، حيث يمكن للمتجول بين أجنحة المتحف الاطلاع على نماذج من الصناعات التقليدية، والأدوات المستخدمة في شتى مناحي الحياة اليومية من بينها الأواني والجرار الفخارية بمختلف أحجامها وأنواعها واستخداماتهما ، ومعاصر الزيتون والمطاحن الحجرية التقليدية، كما خصص أحد الأجنحة لإبراز رموز وقادة مرحلة الجهاد الليبي ضد الاحتلال الإيطالي.

كما تضمن التقرير ، قرية رقرق الواقعة جنوب غرب مدينة جادو ومن أهم معالمها ، المسجد العتيق المعروف باسم أبوحازم، وعدة معاصر للزيتون، إلى جانب أطلال بيوت تنساب من أعلى التلة المشيدة عليها بشكل هرمي على الأراضي المنبسطة المحيطة بالتجمع السكني ، وتعتبر وديان مرسيطن، و المحيصر، و الرويس أدرار، والزرقاء، من أهم المناطق الزراعية المكسوة بأشجار الزيتون، والنخيل، والكروم، ونباتات الزراعة الموسمية.

وأكد التقرير الذي نشرته الهيئة العامة للسياحة حول مدينة جادو ، أن جولة سريعة ستتاح للزائر فرصة للتعرف على موروثها والاقتراب أكثر من معالمها، وملامسة معانيها ودلالاتها، ومشاهدتها عن قرب.